في مثل هذه الليلة ومنذ سبعين سنة خلت،قاد ثلة من المجاهدين الأحرار رفقة إخوة لهم عمليات فدائية واستشهادية ضد ثكنات المستعمر الفر نسي وأماكن تواجد المعمرين الذين أذاقوا الويل وأنواع العذاب طيلة ما يقارب قرن من الزمن وربعه الشعبالجزائري،وقد كانت صبيحة ذلك اليوم الخالد هي الفاتح من نوفمبر1954..؟ لقد كان نوفمبر بمثابة الزلزال الذي ضرب عن آخره أركان وقواعد تواجد المستعمر الفرنسي في الجزائر وأذنابه الذين لم يلحقوا الأذى بأبناء بلدهم فحسب،بل تجاوزوه إلى وطنهم حيث يلاحقهم اليوم عار التعاون مع المستعمر والخيانة العظمى والتآمر على الوطن،نظير منافع زائلة،قد ندموا عليها بعد فوات الأوان وتنكر العدو الفرنسي لهم،حيث رأى ألا خير فيهم بعد أن خانوا بلدهم وذبحوا إخوانهم ..! ما كانت الثورة الجزائرية الشعبية المنبع ذات الأصالة والعراقة لتقوم،لولا أن وصلت الحالة الاجتماعية والسياسية إلى ما وصلت إليه من تدهور وانحدار كاد ت معها أن يهلك الشعب الجزائري جوعا وفقرا بل وقهرا وتجهيلا،بالرغم من الخيرات التي كانت تدر بهابلادهم..؟ لم يكن يدور في خلد المستعمر الفرنسي أبدا أن يثور الجزائريون عليه وتقوم قيامته على أيدي مجموعة قليلة ليس لها من العتاد والعدة إلا الإيمان بنصر الله و بقدرة أبناء هذا الوطن على فعل المستحيل من أجل تركيع فرنسا عن طريق الفداء..! وبفضل الوحدة والاتحاد على كلمة واحدة وهدف واحد،والذي هو النصر أو الاستشهاد في سبيل الله والوطن،وما كان لهم ذلك لولا الوعي السياسي الذي بلغه الشعب حينها ولولا إيمانهم أن المستعمر عدوا وفوق ذلك كافرا بالله لا يرجى منه خيرا لهذا الوطن،ولذلك يجب مقاتلته وإخراجه من الجزائر بلاد الشهداء ..؟ لقد كانت حربا صليبية مكتملة الأركان،خطط لها العسكريون وباركها الرهبان المسيحيون،ونفذها أتباعهم بكل وحشية،ولكنه بفضل الله وعزيمة أولئك الذين أحبوا الجزائر وشعبها،كان لهم منطقا آخر مع فرنسا فهمته بعد أن رأت ما رأت من الثوار..؟ ! خليفة عقون