بعد إتلاف آلاف الهكتارات من المساحات الزراعية عبّر العديد من المواطنين عن استيائهم بسبب مداهمة مياه قنوات الصرف الصحي لمقبرة عين البيضاء، والتي جاءت نتيجة انفجار شبكة الصرف التابعة لمجمع سكنات عدل الكائنة بعين البيضاء، حيث تسربت المياه القذرة نحو عشرات المقابر في انتهاك صارخ لحرمة الموتى، حيث عبر العديد من المواطنين عن تذمرهم إزاء هذا الوضع خاصة، وأنه تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي والذي كشف حجم التجاوزات والأشغال المغشوشة بهذا القطب السكني الذي تم إنجازه مؤخرا، منددين بهذا الوضع الكارثي الذي لم يسلم منه حتى الأموات في قبورهم. اين غمرت "مياه الزيقو" مساحات هامة من القبور ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة مما حول المكان إلى مستنقع نتن. ويأتي في الوقت الذي شهدت مؤخرا الأراضي الزراعية والمساحات الخضراء وحتى الأماكن العمومية إنتهاكا خطيرا لتدفق وتفريغ وصب المياه القذرة بها، وهو ما أضحى يهدد صحة المواطن خاصة على مستوى منطقة سيدي معروف وحاسي عامر وحاسي بن عقبة والسانية، وبطيوة، وحسبما أكده لنا بعض المزارعين فإن استمرار تدفق هذه المياه السامة، خلق هجره جماعية لمئات الفلاحين وتخليهم عن نشاطهم الذي ترعرعوا فيه، نتيجة تكبدهم لخسائر فادحة، مما جعل المساحات الزراعية بولاية وهران تتراجع بنسبة كبيرة، حيث تفقد سنويا الولاية مئات الهكتارات لهذا النوع من العقار، الذي يحول في نهاية المطاف إلى إسمنت مسلح لمشاريع أغلبها لقطاع الخواص. وحسبما أفادت به مصادر مسؤولة بقطاع الفلاحة فإنه تم تسجيل تراجع مساحات أشجار الزيتون بالعديد من مناطق بلديات الولاية، وقد ارجع السبب إلى تعرض مساحات هامة من الأشجار للإتلاف جراء التلوث البيئي الذي عصف بهذا النوع من الأشجار نتيجة تدفق المياه القذرة خاصة تلك الناتجة عن الصناعات التحويلية لمختلف المصانع الأمر الذي انجر عنه إحراق وموت مئات الاشجار بفعل المواد السامة للمياه المتدفقة ناهيك عن تلوث الهواء وانبعاث الروائح والدخان من هذه المصانع. حيث أكد العديد من أصحاب المستثمرات عن تكبدهم لخسائر فادحة نتيجة تسمم مساحات الزيتون وضياعها، وذكر مسؤول بقطاع الفلاحة أن هذا النوع من الأشجار أضحى مهدد في ظل اتساع رقعة التلوث.