كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، أن برامج تكوين الأئمة، ابتداء من هذه السنة، سيكون على مدار 3 سنوات بمعاهد تكوين الأئمة، بالتوازي مع مدة الدراسة بالجامعة في النظام الجديد، لتدعيم 40 ألف مسجد بالجزائر بأئمة أكفاء. وجاء في المسودة التي أمضاها بوعبد الله غلام الله واطلعت ''الخبر'' على نسخة منها، 22 شرطا ستطبق على طلبة المعاهد الدينية والأعوان الدينيين، أهمها حفظ القرآن الكريم، أن ينأى عن التحزب بمفهومه الخاص، ويعتز بثوابت الأمة، وكيفية التعامل مع المسلمين وغيرهم، وأن يتمتع بالصحة النفسية والتوازن في مزاجه وشخصيته. وفي هذا الصدد، قال الوزير، خلال أشغال لقاء تكويني موجه لأساتذة المعاهد الإسلامية المخصصة في تكوين الإطارات الدينية بدار الإمام بالمحمدية، أن وزارته تسعى لرفع عدد المناصب المالية المفتوحة كل سنة، حيث ستصل تلك المخصصة للمتخرجين من معاهد الإطارات الدينية إلى 800 منصب، في حين سيصل عدد الأئمة القادمين من الجامعات إلى 200 منصب مالي، قائلا إن هؤلاء لا بد أن يتم إخضاعهم إلى دورات تكوين تحضيرية مختلفة تشرف عليها مصالح الوزارة الوصية، من خلال إنشاء أول مدرسة وطنية لتكوين الإطارات الدينية التي قرر مجلس الوزراء إقامتها بولاية سعيدة التي ستنطلق بعد أسابيع من اليوم. وسيتحصل كل متخرج من الجامعة فاز في مسابقة الالتحاق بسلك الأئمة التي تقام كل سنة، بتكوين إضافي أقل مدته ثلاثة أشهر بذات المدرسة بالنسبة للدفعة الأولى التي تحتوي على 170 خريج جامعة، في انتظار مرسوم وزاري مشترك، وهذا على خلفية توحيد الخطاب الديني مع الأئمة المتخرجين من المعاهد التابعة للوزارة، وهذا على مختلف مراتبهم في السلم الإداري من أئمة أساتذة أو مرشدات دينيات أو مفتشي التعليم القرآني أو مفتشين رئيسيين أو وكلاء الأوقاف أو وكلاء الأوقاف الرئيسيين. وأكد المسؤول الأول عن القطاع أمام مديري المعاهد الدينية وإطاراتها على إقصاء أي طالب أو منتسب لا ينسجم مع مقررات ونظام المعاهد الدينية الثامنة، بقوله: ''القادمون إلى معاهد تكوين الأئمة لا يكونون في انسجام واحد، وعلينا أن نكيفهم وصياغتهم في نفس القالب وهو الإسلام دين الدولة، أما الأشخاص غير القابلين للتكوين فيجب إقصاؤهم في الفصل الأول''. وقال الوزير بلهجة حادة أمام إطارات في الوزارة، ''ليس علينا أن نثير خلافا باسم الدين، بل علينا أن نحرك المجتمع باسم الإسلام عن طريق زرع فكرة المواطنة''. كما دعا أساتذة المعاهد إلى مشروع تفعيل تنظيم زيارات ميدانية إلى الطلبة المتخرجين من معاهد تكوين الأئمة، والذين تم تعيينهم بمساجد ولايات الوطن، من أجل تقييم السلبيات والنقائص المسجلة في الميدان. وأضاف أن المفتشين العاملين بالوزارة لم يقوموا بموازنة بين فئات الأئمة المتخرجين من معاهد تكوين الإطارات الدينية الثمانية المنتشر عبر الوطن، والأئمة المتخرجين من الجامعات الإسلامية.