تحسين مستوى الرعاية لمرضى السكري.. الأسلوب الوحيد لمكافحة المرض تحوّل مرض السكري إلى سرطان مستفحل، يرمي بشرره على الملايين من الجزائريين الذين يعانون في صمت، من قاتل صامت اسمه السكري، فلقد كشفت الأرقام الأخيرة الصادرة عن المختصين، أن أزيد من ثلاثة ملايين جزائري مصابون بهذا المرض، والأخطر وجود آلاف الأشخاص المحتملين الذين لم يكتشفوا بعد المرض في أجسامهم، فالمعركة ضد القاتل الصامت ليست سهلة، وهذا باعتراف منظمة الصحة العالمية التي شددت على ضرورة تحسين الرعاية الصحية للمصابين وتحسين ظروف العيش لضمان وقاية أرقى.. ق. م دعت منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للسكري بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جميع البلدان إلى تكثيف جهودها الرامية للوقاية من مرض السكري ومكافحته وتحسين إمكانية وصول جميع المرضى لخدمات الرعاية والأدوية الأساسية. وقالت المنظمة في بيان أصدره مكتب المنظمة بالمنطقة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسكري الذي يصادف 14 نوفمبر من كل عام (إن مضاعفات السكري تحدث تأثيرا اقتصاديا بالغا على الأفراد والأسر والنظم الصحية والبلدان فهو يؤدي إلى المعاناة والمشقة كما يجهد اقتصاديات الإقليم والنظم الصحية). وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط علاء الدين العلوان إن (عبء السكري بالنسبة للأفراد والمجتمع ككل يرتبط في المقام الأول بتفاقم معدلات الإعاقة والوفاة المبكرة نتيجة للمضاعفات التي يتسبب فيها مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، كما أن تلك المضاعفات والوفاة المبكرة تتفاقم نتيجة تدني جودة الرعاية الصحية). وأشار العلوان إلى أن (الإعلان السياسي للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها يقدم رؤية للعمل بينما يقدم إطار العمل الإقليمي خارطة طريق واضحة للبلدان في هذا الإقليم للوقاية من الأمراض غير السارية ومن بينها مرض السكري). ويعد داء السكري أحد المجموعات الأربع الرئيسة للأمراض غير السارية إلى جانب أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والأمراض التنفسية الحادة التي تتسبب في ما يزيد على 55 بالمائة من جميع الوفيات بالإقليم، وتتشارك هذه الأمراض في عوامل خطر مثل تعاطي التبغ والنظم الغذائية غير الصحية وقلة النشاط البدني حسب المصدر. من جهته يقول رئيس الاتحاد الدولي للسكري بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عادل السيد (إن تفجر مشكلة السكري في المنطقة يعزى بالأساس إلى النمط الثاني من المرض وهذا النوع من السكري الذي يعرف باسم (حالات السكري التي تبدأ في مرحلة الكهولة أو السكري غير المعتمد على الأنسولين عادة ما يصاحبه ظروف وأساليب حياة غير صحية ومن ثم يمكن الوقاية منه) حسب ذات البيان. وأضاف أن (هناك 24 مليون شخص آخر معرضون لمخاطر عالية للإصابة بالنمط الثاني من السكري إثر عوامل خطر تهيئ للإصابة به من قبيل اختلال تحمل الجلوكوز، إذ تشير التوقعات إلى تضاعف هذا الرقم تقريبا بحلول عام 2030). وشدد عادل السيد على ضرورة تغيير أسلوب الحياة لمرضى السكري مع التركيز على أهمية أن تتاح الرعاية الصحية بجودة عالية للجميع، إذ يعتقد أن مضاعفات السكري والوفاة المبكرة يتفاقمان نتيجة لتدني جودة الرعاية خصوصا إن مخاطر الوفاة إثر أمراض القلب والأوعية الدموية تزيد بمعدل مرتين أو ثلاث مرات بين الأشخاص المصابين بالسكري عن غير المصابين. وأظهرت الدراسات العلمية أن ثلث الأشخاص المصابين بالسكري من النمط الثاني تقريبا لا يتم تشخيصهم وعادة ما يتجلى بمضاعفات عند التشخيص وهو الأمر الذي يبرز أهمية التحري لاكتشاف المرض في مراحله المبكرة فعندئذ يكون للتدخلات تأثير مهم في منع تطور المرض. برنامج جزائري ضخم للتحسيس ارتفاع عدد المصابين بمرض السكري، وامتداد رقعة المرض بشكل أوسع، أدى إلى رفع حالة الطوارئ عبر العديد من ولايات الوطن، ففي إطار الاحتفال باليوم العالمي لداء السكري، أعلنت العديد من مديريات الصحة الجهوية عن تنظيم ندوات صحية وحملات تحسيسية مفتوحة لجميع الفئات، من أجل إعلان الحرب على القاتل الصامت.. وتستعد جمعية مرضى السكري بولاية تيسمسيلت لإطلاق برنامج خاص للوقاية من الإصابة بهذا الداء لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية حسب ما أفاد به رئيس الجمعية. وأوضح السيد محمد معنصر، على هامش يوم إعلامي نظم بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري المصادف ل 14 نوفمبر أنه سيشرع في تجسيد هذا البرنامج قبل بداية العطلة الشتوية ويشمل عملية واسعة للكشف المبكر عن هذا المرض ستستهدف تلاميذ المؤسسات التربوية لجميع الأطوار. وسيشرف على العملية التي ستتم بوحدات الكشف والمتابعة أعضاء إطارات من الجمعية بالتعاون مع مديرية الصحة والسكان. كما يتضمن البرنامج أيضا تقديم دروس توعوية إرشادية حول النظام الغذائي الواجب اتباعه للوقاية من الإصابة بهذا المرض المزمن. يذكر أن هذه الجمعية قد بادرت منذ بداية هذه السنة بتوزيع أزيد من 800 جهاز لقياس نسبة السكر في الدم على المرضى المعوزين خصوصا الذين يقطنون بالمناطق النائية. كما ساعدت على توفير الأدوية ل 500 شخص معوز. وأحصت مديرية الصحة والسكان منذ بداية السنة الجارية وإلى غاية نهاية أكتوبر 196حالة إصابة جديدة بالسكري فيما تقدر العدد الإجمالي للمصابين بهذا الداء بحوالي 4.400 شخص. وللإشارة شمل هذا اليوم الإعلامي الذي انتظم تحت شعار (داء السكري لنحمي مستقبلنا) والذي احتضنته نفس العيادة نشر ملصقات وتوزيع مطويات على المواطنين تعرفهم بخطورة هذا المرض وكيفية الوقاية منه عبر نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة مع إبراز الجهود المبذولة من طرف الدولة في مجال التكفل بالمرضى والكشف المبكر عن الداء. وفي المدية نظم يوم إعلامي وتحسيسي حول داء السكري لفائدة سكان المدينة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسكري بالتعاون بين جمعية (ناس الخير) ومديرية الصحة والسكان بالولاية. ونظمت بهذه المناسبة حصص لشرح العوامل المؤدية إلى الإصابة بهذا المرض الذي يمس حسب الدكتور محمد بن غربية من دار السكري للمدية ما بين 10 و 12 بالمائة من الجزائريين نشطها أخصائيون من قطاع الصحة بغرض زرع ثقافة وقائية من هذا المرض المزمن في أوساط المواطنين. كما تميز هذا اليوم الإعلامي بتنظيم حملة للكشف الطبي بالمكتبة البلدية لمدينة المدية أين سجل توافد هام للمواطنين لاسيما منهمكبار السن. وحسب المنظمين فإن هذه المبادرة تهدف إلى توعية السكان خاصة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 سنة بهذا المرض وانعكاساته على الجانب الصحي، حيث أفاد الدكتور بن غربية في هذا الصدد أن نسبة قريبة من 90 بالمائة من المصابين بداء السكري على المستوى الوطني تخص أشخاصا تفوق أعمارهم 30 سنة. قافلة طبية للفحص المجاني تجوب الولايات وأفاد الدكتور حمليل رئيس مشروع العيادة المتنقلة لداء السكري بولاية الجلفة، بأن هذا اليوم الدراسي، الذي احتضنت فعاليته يوم أمس السبت، والذي أشرفت عليه وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والذي يأتي في إطار إحياء اليوم العالمي لداء السكري المصادف ل 14 نوفمبر من كل سنة سيتم من خلاله تقديم حوصلة عامة عن داء السكري في الجزائر وكذا إمكانية مواجهته وتفادي المضاعفات الناجمة عنه من خلال تكثيف حملات التوعية والتحسيس في صفوف المصابين بهذا الداء. وتزامن هذا اليوم الدراسي الذي شارك فيه عدد من الأطباء المختصين في داء السكري وآخرين أخصائيين في الطب الداخلي وأمراض أخرى لها صلة بمضاعفات هذا الداء مع اختتام نشاط القافلة الطبية للوقاية من داء السكري التي باشرت عملها بولاية الجلفة منذ أسبوع، حيث عرفت هذه القافلة المجهزة بأحدث الوسائل إقبالا واسعا من طرف سكان المنطقة وفقا لذات المسؤول. وأضاف المتحدث أن القرية الطبية المتنقلة التي اتخذت ساحة (محمد بوضياف) بوسط المدينة موقعا لها لاستقطاب أكبر عدد من المواطنين تساهم في ضمان فحص طبي مجاني للكشف عن 200 شخص يوميا لتشخيص إصابتهم من عدمها بداء السكري، في حين يتم بالموازاة مع ذلك إجراء فحوصات طبية متخصصة في أمراض القلب والعيون والصدر، إلى جانب إجراء تحاليل مخبرية دقيقة على حوالي 175 شخص يدركون مرضهم بداء السكري وذلك بقصد تشخيص المضاعفات لتفادي الخطر. يشار الى أن هذه القافلة الطبية المتنقلة حطت رحالها منذ انطلاقها في النشاط في 14 نوفمبر 2011 بثماني ولايات أين قدمت خدماتها الطبية المجانية لفائدة المواطنين بكل فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية دون استثناء. وهران هي الأخرى كانت مع الحدث، حيث احتضنت حملة تحسيسية وإعلامية حول مرض السكري، حسبما علم لدى جمعية صوت مرضى السكري للولاية منظمة هذا الحدث. وقد اختيرت عدة مواضيع لهذه الحملة المبرمجة بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري منها نقص وارتفاع نسبة السكر في الدم والعلاج بحقن الأنسولين والنظام الغذائي للمصابين بالسكري كما أوضح السيد بيكارة عبد الحليم رئيس الجمعية المذكورة والطبيب المسؤول بدار مرضى السكري لولاية وهران. وووجهت حملة التوعية هذه التي نشطها أطباء من الجمعية لمرضى السكري والجمهور عامة على حد سواء، حيث هدفت إلى مد جسور الإعلام والتواصل بين المواطن وهذا الداء. كما نظم في إطار اليوم العالمي لمرض السكري (سباق ضد السكري) الذي سيشهد مشاركة أكثر من 300 مصاب بمرض السكري (كمبادرة لإظهار أنه يمكن العيش مع الداء).